Copy

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

عثمان بن عفان رضي الله عنه :مقتله!!

كان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال :( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )000فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة

ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان : أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال :( إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي : اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة )000فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه

كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة000
ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم000
يوم الجمل
في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- :( اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت :( إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )000وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد

فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت :( اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه )000ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا :( يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت :( اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى )000

عثمان بن عفان[]أحد العشرة المبشرين بالجنة

بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة
وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على
يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ
صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام
إسلامه
كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ )000( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ )000
وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان000

قال عثمان :( ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )000
الصّلابة
لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال :( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين )000فقال عثمان :( والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ )000فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه000
ذي النورين
لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته فقال :( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان )000
سهم بَدْر
أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )000
الحديبية
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال :( هذه يدُ عثمان )000فقال الناس :( هنيئاً لعثمان )000
جهاده بماله
قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً

كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال :( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ )000فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال :( ما هذا ؟)000
قالوا : أُهدي إليك من عثمان 0 فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده :( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )000

قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحماً فقال :( من بعث بهذا ؟)000قلت : عثمان 0 فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان
جيش العُسْرة
وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه000فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول :( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )000مرتين
الحياء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( أشد أمتي حياءً عثمان )000

قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال :( اجمعي عليك ثيابك )000فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت :( يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)000
فقال :( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )000وفي رواية أخرى :( ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة )000
فضله
دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال :( يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً )000وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله )000وقال :( اللهم ارْضَ عن عثمان )000وقال :( اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )000

اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل

قال عثمان -رضي الله عنه- :( ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت )000

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

حديث شريف

حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا جرير عن منصور عن الشعبي عن وراد مولى المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وحدثني القاسم بن زكرياء حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن منصور بهذا الإسناد مثله غير أنه قال وحرم عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل إن الله حرم عليكم
( كثرة السؤال ) : فقيل : المراد به القطع في المسائل ، والإكثار من السؤال عما لم يقع ، ولا تدعو إليه حاجة ، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك ، وكان السلف يكرهون ذلك ، ويرونه من التكلف المنهي عنه . وفي الصحيح : كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ، وقيل : المراد به سؤال الناس أموالهم ، وما في أيديهم ، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك ، وقيل : يحتمل أن المراد كثرة السؤال عن أخبار الناس ، وأحداث الزمان ، وما لا يعني الإنسان ، وهذا ضعيف لأنه قد عرف هذا [ ص: 377 ] من النهي عن قيل وقال ، وقيل : يحتمل أن المراد كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره ، فيدخل ذلك في سؤاله عما لا يعنيه ، ويتضمن ذلك حصول الحرج في حق المسئول ، فإنه قد لا يؤثر إخباره بأحواله ، فإن أخبره شق عليه ، وإن كذبه في الإخبار أو تكلف التعريض لحقته المشقة ، وإن أهمل جوابه ارتكب سوء الأدب .

وأما ( إضاعة المال ) : فهو صرفه في غير وجوهه الشرعية ، وتعريضه للتلف ، وسبب النهي أنه إفساد ، والله لا يحب المفسدين ، ولأنه إذا أضاع ماله تعرض لما في أيدي الناس .

وأما ( عقوق الأمهات ) فحرام ، وهو من الكبائر بإجماع العلماء ، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على عده من الكبائر ، وكذلك عقوق الآباء من الكبائر ، وإنما اقتصر هنا على الأمهات لأن حرمتهن آكد من حرمة الآباء ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم حين قال له السائل : من أبر ؟ قال : " أمك ثم أمك " ثلاثا ثم قال في الرابعة : " ثم أباك " . ولأن أكثر العقوق يقع للأمهات ، ويطمع الأولاد فيهن ، وقد سبق بيان حقيقة العقوق ، وما يتعلق به في كتاب الإيمان .

وأما ( وأد البنات ) بالهمز ، فهو دفنهن في حياتهن ; فيمتن تحت التراب ، وهو من الكبائر الموبقات ، لأنه قتل نفس بغير حق ، ويتضمن أيضا قطيعة الرحم ، وإنما اقتصر على البنات ، لأنه المعتاد الذي كانت الجاهلية تفعله .

وأما قوله : ( ومنعا وهات ) وفي الرواية الأخرى : ( ولا وهات ) فهو بكسر التاء من ( هات ) . ومعنى الحديث : أنه نهى أن يمنع الرجل ما توجه عليه من الحقوق أو يطلب ما لا يستحقه ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( حرم ثلاثا وكره ثلاثا ) دليل على أن الكراهة في هذه الثلاثة الأخيرة للتنزيه ، لا للتحريم . والله أعلم .

عبدالكريم الخطابي .. بطل معركة أنوال، وقاهر الأسبان

1.   (إني آمل أن تستفيد أمتي من تجربتي(
كانت هذه أمنية المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، قبل 100 عام تقريبا !فمن هو الخطابي ؟ وما قصة جهاده ؟

2.   قاض شرعي، ومدرس، وصحفي، ومجاهد، وأمير، ورئيس دولة.
هذه الصفات اجتمعت في الأمير الكبير (محمد بن عبدالكريم الخطابي)
ولئن سألت كثيرا من شبابنا لما عرفوه !!

3.   ولد في بلدة "أغادير" في "الريف المغربي" سنة 1301هـ/ 1883م، ودرس القرآن والعربية، وذهب لإكمال دراسته إلى "مليلية" ثم جامعة القرويين بـ"فاس".

4.   تخرج منها ليُعيَّن قاضيا في "مليلية"، ثم صار (قاضي القضاة) وعمره آنذاك لم يتجاوز 33 !وكان خلال ذلك يكتب في الصحف، ويدرس في بعض المدارس.

5.    عمل الخطابي كذلك معلما وصحفيا في صحف ناطقة بالإسبانية، ونال مكانة محترمة لدى السلطات الاستعمارية، وتولى عدة وظائف.
كان يستعد لأمر جلل !

6.   كما عمل مترجما للإسبانية، ووصل به الأمر إلى ترجمة وثائق الجيش والمخابرات، الأمر الذي أعطاه أفضلية تكتيكية في حربه المستقبلية ضد المحتل.

7.    كان أبوه أميرًا على البربر الذين في (الريف المغربي) .. فجاهد مع أبيه في الحرب العالمية الأولى مع الدولة العثمانية، سنة 1334هـ/ 1915م.

8.   اعتقله الإسبان الذين بأيديهم "سبتة" و"مليلية" - ولا زالتا بأيديهم، وهذا ما لا يعرفه أكثر المسلمين- لمدة 4 أشهر ليضغطوا على أبيه ليترك الجهاد.

9.    لكنه تدلى بحبل من السجن، فرمى بنفسه، فانكسرت ساقه، وأغمي عليه، فعثر عليه الإسبان فأعادوه إلى السجن، حيث مكث أربعة أشهر، ثم أطلقوا سراحه.

10.   قتل والده في معركة مع الإسبان سنة 1920م، فابتدأ معهم سلسلة معارك، حيث ابتدأهم بمناوشات أسفرت عن انتصاره وطرد الإسبان من حاميتين مهمتين !

11.  غضب الإسبان وأرسلوا 60 ألف جندي وطائرات وعتاد ضخم، وحذروا القائد فقال مستهزئا: (أنا ذاهب لأمسح حذائي في الريف)
لقد غرهم أنهم كانوا ثالث قوة أوربية !

12.  في 25 شوال 1339هـ اقتربت الحملة من بلدة "أنوال" بالريف، فكمن لها الخطابي في قوة من 3 آلاف، فمزّق جيشهم تمزيقًا، وقتل 18 ألف وأسر الباقين !

13.  نجى من العدو 600 جندي ففط !وغنم المسلمون 20 ألف بندقية، و400 رشاش، ومليون طلقة، وطائرتين، وعددا كبيرا من السيارات والشاحنات، وتفرق القتلى على مساحة 5 أميال !

14.  لذا تعد معركة #أنوال من أكبر المعارك التاريخية بين المغرب وإسبانيا، كمعركة #الزلاَّقة أيام المرابطين وابن تاشفين. وكان لها صدى كبيرا في أنحاء العالم !

15.   كان القائد الإسباني يستهزئ ويقول: (سأشرب الشاي في بيت الخطابي) فحصر الخطابي قواته حصارا خانقا محكما جعلهم يشربون أبوالهم من فرط العطش !!

16.  استطاع الخطابي أن يفاجأهم بطرق عجيبة في القتال، فكان يحفر الخنادق، ويباغتهم في جبال الريف، حتى إن "هوشي منه" - الفيتنامي الشيوعي المشهور =الذي قاوم أمريكا مقاومة ضارية في الثمانينيات الهجرية وأوائل التسعينيات - كان "هوشي منه" يقول: (لقد استفدت من طريقة الخطابي).

17.  ويسجل للخطابي أنه مبتكر تكتيك "الخندق الواحد" أي جندي أو اثنان في كل خندق مع مسافة فاصلة بين خندق وآخر حتى لا تكون الخسائر البشرية كبيرة. وكذلك هو أول من ابتكر طريقة "حرب العصابات".

18.  ورفض الخطابي أن يستقبل سلاحا من الخارج، وكان رفاقه يدعونه لطلب الدعم فكان رده: (السلاح الذي أريده موجود عند عدوي) فكان يغنم سلاح العدو !

19.  ونصر الله الخطابي نصرا عجيبا في وقت غريب، على جيش أوربي مسلح بسلاح حديث، لكن الحماسة الإيمانية الدافقة قلبت كل المعادلات، وأخرست الألسنة، خاصة وأنه استعد بما يستطيع.

20.  وكان وقع الهزيمة في أوربا مدويا ..واستغل الخطابي الفرصة، فطهّر الريف المغربي من الأسبان، وحصرهم في "سبتة" و"مليلية" فبقوا بها حتى اليوم.

21.  وأقام إمارة إسلامية كبيرة، يسكنها نصف مليون، وعملتها (الريفان)
وطبق الشريعة، ووطد الأمن، وأنشأ المدارس والمستشفيات، وأرسل البعثات لأوربا.

22.  أسس الخطابي دولة مُنَظَّمة دون أن يتنكَّر لسلطان مَرَّاكُش، أو يتطلَّع إلى عرشه؛ بدليل أنه منع أنصاره من الدعاء لنفسه في خطبة الجمعة.

23.  وقام بتحويل رجاله المقاتِلين إلى جيش نظامي، وقام بشق الطرق، ومد أسلاك البرق والهاتف، وأرسل وفودًا إلى العواصم العربية للحصول على تأييدها.

24.  فشن عليه الإعلام الأوربي حملة عنيفة لأن (جمهورية الريف) كانت الوحيدة المحررة بينما يقبع الوطن العربي من بغداد إلى نواكشوط تحت احتلالهم.

25.  هنا اجتمعت أوربا لتجهض الإمارة التي لو بقيت لغيرت التاريخ، وتوجه الأسبانيون سنة 1924م/ 1343هـ إلى أجدير (أغادير) عاصمة الخطابي في 100 ألف نصراني.

26.  وحاصروه 3 أسابيع، فأظهر المجاهدون بطولات نادرة، واستطاع الخطابي وجنده أن يقتلوا من العدو  4 آلاف .. ثم اضطر الأسبان للانسحاب إلى مدريد !!

27.  هنا أحست أوربا بالخطر فأرسل المارشال الفرنسي حاكم الجزائر إلى فرنسا: إن انتصار العرب في الريف يعني إنشاء إمبراطورية إسلامية، وفتحا لأوربا !

28.  وبهذا التخويف دخلت فرنسا الحرب ضد الخطابي، على رغم أنف البرلمان الذي كان معارضًا، فاجتمعت إسبانيا وفرنسا عليه في جيش عدده نصف المليون !!

29.  وحاصر الأسطول الفرنسي المجاهدين، وكانت الطائرات منتظمة في 44 سربا، وصارت تقذف بأنواع القنابل، والخطابي وجنده صابرون في خنادقهم.
بل إنهم قد كبدوهم خسائر جسيمة!

30.  صبر الخطابي حتى إن صحفيا أمريكيا يقول: دخلت عليه في خندق أمامي، والطائرات الإسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة، فوجدته متبسما مرحا = يضرب ببندقيته الطائرات، فتعجبت من هذا الرجل الذي استطاع أن يحافظ على إيمانه وعقيدته في هذه الظروف وتمنيت المكوث أكثر مع هذا الرجل العظيم !

31.  كان المسلمون حتى في الهند يستقبلون انتصاراته بدموع الفرح الشديد، وذلك أن جهاده وافق إلغاء الخلافة العثمانية، فكانوا يرجون عودة الخلافة على يديه. لكن اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق.

32.  يقول "كورتي" عضو مجلس العموم البريطاني: إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وإفريقيا والهند ويتغنون باسمه، إنه لخطر عظيم على أوربا !

33.  ويقول: إنه زعيم يعرف كيف يجعل الجماهير تنقاد إليه، حتى صار الناس في الهند وبغداد والقاهرة يرون فيه رجلاً يصح أن يكون أميراً للمؤمنين.

ثم أراد الله أمرا كان مفعولا ..

34.  ولأن الكثرة تغلب الشجاعة، فجيش المسلمين 20 ألفا، وهؤلاء نصف مليون معهم الطائرات والأسلحة التي هزموا بها ألمانيا وإيطاليا والدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

35.  وزاد الأمر شدة خيانة بعض الطرق الصوفية؛ حيث كانوا يوزعون منشورات تقول إن القتال معه ليس جهادا !
وخانه بعض رؤساء القبائل الذين اشتراهم العدو !

36.  ولم تدعمه الدول العربية والإسلامية الساقطة في قبضة الصليبيين أو الشيوعيين ..
عندها لم يجد مفرا من التسليم بعد أن لم يبق معه إلا 200 مجاهد !

37.  لكن تسليم المجاهد الخطابي كان تسليم الأبطال، فقد بقي العدو يفاوضه لأجل الصلح سنة كاملة، وكان في البداية يرفض الاستسلام رفضًا باتًّا.

38.  فأشار عليه رفاقه بحقن الدماء، فقد كانت الطائرات تقذف الغازات السامة، وتقتل النساء والأطفال، فأشاروا بالصلح والاستعداد للقتال بأقرب فرصة.

39.  لقد ثبت أن أوروبا الهمجية استخدمت الغازات السامة ضد الأطفال والنساء، وما زال شمال #المغرب يعاني من آثارها إلى اليوم! حيث تسجل هناك أعلى نسب إصابة بالسرطان !

40.  هنا لم يجد الليث بدا من الصلح، لكن العدو واصل قذف القرى، فقال لهم الخطابي: (إن حضارتكم حضارة نيران، فأنتم تملكون قنابل كبيرة، إذًا أنتم متحضرون أما أنا فليس لدي سوى رصاصات بنادق، وإذًا فأنا متوحش) وكان بهذا يستهزئ بهم، ويقيم الحجة عليهم؛ لأنهم كانوا يتهمونه بالبربرية والتوحش !

41.  وقال: الهزيمة جاءت من الداخل، ولو لم يكن هناك دعم داخلي للمحتل لانتصرنا.
وسلم البطل نفسه بطريقة مهيبة حيث اقتحم بجواده الصفوف الفرنسية.

42.  سلم البطل نفسه للفرنسيين بعد كتاب موثق للصلح وإبقائه في الريف، فخان النصارى كعادتهم ونفوه لجزيرة "رينيون" بالمحيط الهادي شرق مدغشقر لمدة 21 سنة !

43.  في السنوات العشر الأولى منعوه من كل وسيلة اتصال بالعالم الخارجي فحرموه من الجرائد والمجلات ومن كتبه التي أتى بها معه، فقضى وقته بالتأمل والذكر والصلاة..
فسبحان من صبره؛ إذ لو كان غيره لأصابه جنون أو أمراض النفسية، لكنه الإيمان إذا خالط القلوب صنع المعجزات.
ثم أتى الفرج !

44.  حيث بدا للعدو أن يعيده إلى فرنسا ليقيم في ضواحي باريس، فأتت به سفينة من الجزيرة ومرت ب عدن للتزود، فتسامع الصالحون من اليمنيين والعراقيين والفلسطينيين في عدن.

45.   تسامع هؤلاء الغيورون بمرور سفينة الخطابي، فأبرقوا لمصر، وطلبوا من المكتب المغربي فيها أن يحتالوا لإنزاله من هذه السفينة التجارية.

46.  فدبر الأستاذ الفاضل عبدالرحمن عزام - وهو أول رئيس للجامعة العربية - دبر الأمر مع "الملك فاروق"، وكان ذلك سنة 1947م، وصعد برجاله إلى السفينة.

47.  وطلبوا من قائدها أن ينزل الخطابي لمقابلة الملك والسلام عليه هو وأخوه وعمه عبدالسلام، فانطلت الحيلة على القبطان.
ولما نزل أبقته مصر عندها ورفضوا إرجاعه.

48.  هنا ثارت فرنسا وقامت قيامتها، لكن بعد فوات الأوان ..
ومن الطريف أنها اتهمت مصر بالخيانة والغدر، ونسوا أنهم هم من غدر به ونفاه 21 سنة !
رمتني بدائها وانسلت .

49.   واتصل الخطابي بدعاة مصر وكبارها، ومنهم حسن البنا -رحمه الله- وأعجب به وبدعوته، ولما وصله خبر اغتياله بكى وقال: (يا ويح مصر والمصريين).

50.   واتصل بمكتب المغرب العربي في القاهرة حيث عيّنوه رئيسا له، وأخوه نائبا. وصار يعمل مع أعضائه لتخليص بلادهم من الاستخراب الأجنبي البغيض.

51.  ولما جاء الهالك "جمال عبدالناصر" في انقلاب يوليو المشئوم سنة 1952م بمصر فترت العلاقة بينه وبين الخطابي، بل ضيقوا عليه الخناق وضعف نشاطه !

52.  وبعد 9 سنوات مات الخطابي،
في 11 رمضان 1382هـ/ 1963م،
ولم تذكره وسائل الإعلام المصرية بكلمة، ولم يودع الوداع اللائق به.
رحمه الله وغفر له.

53.  ورغم استسلامه فإن عددا كبيرا من الكتّاب الغربيين أجمعوا على أنه خسر عسكريا لكنه انتصر أخلاقيا، وجسّد خلال رحلته أن "قوة الحضارة أسمى وأبقى من حضارة القوة". !!!

54.  ومما يذكر أن اليساري الأرجنتيني "غيفارا" عند زيارته للقاهرة التقى بالخطابي وحيّاه كأحد أول الملهمين لحركات التحرر في العالم.

55.  تقول ابنته عائشة أنه كان يقول:
)أنا لا أريد أن أكون أميرا ولا حاكما، وإنما أريد أن أكون حرّا في بلدي، ولا أطيق مَنْ سلب حريتي أو كرامتي).

56.  وقال عنه المؤرخ محمود شاكر:
هو مثل للعربي الأبي الذي لا يقبل ضيما ولا يقيم على هوان، لقد علمنا بفعله لا بلسانه أنه "لا

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

محمد بن إدريس الشافعي

أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله: «عالم قريش يملأ الأرض علماً».

ولد الشافعي بغزة عام 150 هـ، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو ابن دون عشرين سنة. هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي). عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ. وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة 204 هـ.