Copy

الأحد، 19 أبريل 2015

ما قيل في فضائل شهر رجب وبدعه٣

ومن الأشهر المحرمة الذي ثبتت حرمته بالكتاب والسنة شهر رجب المحرم ، ولكن طاب لبعض المبتدعة أن يزيدوا على ما جعله الشارع له من مزية باختراع عبادات واحتفالات ما انزل الله بها من سلطان، مضاهاة لأهل الجاهلية، حيث كانوا يفعلون كثيراً منها فيه، ومن هذه الضلالات:

1 - ذبح ذبيحة يسمونها ( العتيرة )، وقد كان أهل الجاهلية يذبحونها فأبطل الإسلام ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا عتيرة في الإسلام».[ أخرجه أحمد ( 2 / 229 )].
قال أبو عبيدة : "العتيرة هي الرجبية ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب يتقربون بها لأصنامهم". [فتح الباري لابن حجر ( 9 / 512 )] .
وقال ابن رجب:" ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسماً وعيداً كأكل الحلو ونحوها". [لطائف المعارف ( 227 )] .

2 - اعتقاد أن ليلة السابع و عشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج، مما أدى إلى عمل احتفالات عظيمة بهذه المناسبة، وهذا باطل من وجهين:
أ - عدم ثبوت وقوع الإسراء والمعراج في تلك الليلة المزعومة، بل الخلاف بين المؤرخين كبير في السنة والشهر الذي وقع، فكيف بذات الليلة.
ب - أنه لو ثبت وقوع الإسراء والمعراج كان في تلك الليلة بعينها لما جاز إحداث أعمال لم يشرعها الله ولا رسوله، ولا شك أن الاحتفال بها من المحدثات في الدين، فكيف إذا انضم إلى ذلك أوراد و أذكار مبتدعة، وفى بعضها شركيات وتوسل واستغاثة بالني صلى الله عليه وسلم مما لا يجوز صرفه إلا لله تعالى.

3 - اختراع صلاة في أول ليلة جمعة من رجب يسمونها صلاة الرغائب ووضعوا فيها أحاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهى صلاة باطلة مبتدعة عند جمهور العلماء.

4 - تخصيص أيام من رجب بالصيام، وقد ثبت أن عمر رضي الله عنه، كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام، ويقول: ما رجب؟ إن رجباً كان يعظمه أهل الجاهلية، فلما كان الإسلام ترك. [مصنف ابن أبى شيبة ( 2 / 345 )] .

5 - تخصيص رجب بالصدقة لاعتقاد فضله، والصدقة مشروعة في كل وقت، واعتقاد فضيلتها في رجب بذاته اعتقاد خاطئ.

6 - تخصيص رجب بعمرة يسمونها (العمرة الرجبية)، والعمرة مشروعة في أيام العام كلها، والممنوع تخصيص رجب بعمرة واعتقاد فضلها فيه على غيره.

وكل ما سبق من بدع وضلالات مبنى على اعتقاد خاطئ و أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضل رجب، كما بين الحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى . [ " تبيين العجب بما ورد في فضل رجب " ( 23 ) ] .
"وحرى بالمسلم أن يتبع ولا يبتدع؛ إذ محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم تنال بالإتباع لا بالابتداع: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [ آل عمران : 31 - 32 ]" . اهـ.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد و آله وصحبه وسلم .

ما قيل في فضائل شهر رجب وبدعه ٢

• الإسراء والمعراج:

ذكر العلامة أبو شامة في كتابه النافع " الباعث على إنكار البدع والحوادث " أن الإسراء لم يكن في شهر رجب !!
قال - رحمه الله -: "ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب؛ وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب!! قال الإمام أبو إسحاق الحربي: أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم لسلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول". أهـ.

وذكر الحافظ في " فتح الباري " أن الخلاف في تحديد وقته يزيد على عشرة أقوال!! منها أنه وقع في رمضان، أو في شوال، أو في رجب، أو في ربيع الأول أو في ربيع الآخر.
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن ليلة الإسراء والمعراج لم يقم دليل معلوم على تحديد شهرها أو عشرها - أي في العشر التي وقعت فيه - أو عينها ، يعنى نفس الليلة" . أهـ.

وخلاصة أقوال المحققين من العلماء أنها ليلة عظيمة القدر مجهولة العين!!
ولتبسيط هذه المسألة وتسيرها نقول:
بعض العبادات تتعلق بوقت معلوم لا نتعداه ولا نتخطاه كالصلاة المكتوبة {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}[النساء: 103].

و بعض العبادات أخفى الله وقتها عنا و أمرنا بالتماسها ليتنافس المتنافسون ويجتهد المجتهدون؛ كليلة القدر في ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان. وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة.
و هناك أوقات جليلة القدر عند الله، وليس لها عبادة مشروعة لا صلاة ولا صوم ولا غيرهما، ولذلك أخفى الله علمها عن عباده؛ كليلة الإسراء.

ما قيل في فضائل شهر رجب وبدعه

الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
فقد اشتهر على كثير من الألسنة فضائل ومناقب لهذا الشهر الكريم أكثرها غير صحيح، و صحيحها غير صريح، وكثرت حاجة الناس إلى معرفة الخطأ من الصواب، والتمييز بين الحق والباطل، وبيان ما هو سنة صحيحة، وما هو بدعة قبيحة

وبيانها كالآتي:

1 - إن في الجنة نهراً يقال له رجب .. إلخ . ضعيف.
2 - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» [ضعيف].
3 - لم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رمضان إلا رجب وشعبان. ضعيف.
4 - رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي. باطل.
5 - من صام من رجب إيمانا واحتساباً ... ومن صام يومين... ومن صام ثلاثة... إلخ .. موضوع.
6 - فضل رجب على سائر الشهور .... إلخ ... موضوع.
7 - رجب شهر الله ويدعى الأصم.... إلخ ... موضوع.
8 - من فرج عن مؤمن كربة في رجب .... إلخ ... موضوع.
9 - إن أيام رجب مكتوبة على أبواب السماء السادسة، فإن صام الرجل منه يوماً... إلخ. في إسناده كذاب.
10 - الحديث الوارد في صلاة أول ليلة منه .. موضوع.
11 - صيام يوم من رجب مع صلاة أربع ركعات فيه على كيفية معينة في القراءة... موضوع.
12 - من صلى ليلة سبع وعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة... إلخ .. موضوع.
13 - من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة .. إلخ .. موضوع.
14 - بعثت نبياً في السابع والعشرين من رجب... إسناده منكر.
15 - أحاديث كثيرة مختلفة اللفظ والسياق كلها في فضل صوم رجب، وكلها موضوعة.

قال أبو بكر الطرطوشى في كتاب " البدع و الحوادث " : يكره صوم رجب على ثلاثة أوجه؛ لأنه إذا خصه المسلمون بالصوم من كل عام حسب ما يفعل العوام، فإما انه فرض كشهر رمضان!! و إما سنة ثابتة كالسنن الثابتة، و إما لأن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب على صيام بقية الشهور !! ولو كان من هذا شئ لبينه صلى الله عليه وسلم.

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

لا شك أن الجمادات لها أبعاد ثلاثة، طول، وعرض، وعمق أو ارتفاع، لكنها إذا تحركت لها بعد رابع ألا وهو الزمن، والزمن بعد رابع للأجسام المتحركة، فما دمنا نتحرك على وجه الأرض فنحن من بعض معاني وجودنا أننا جزء من الزمن، أو نحن زمن لذلك اقسم الله عز وجل بأثمن ما يملكه الإنسان، أقسم الله عز وجل بهوية الإنسان، قسم لله عز وجل برأس مال الإنسان، أقسم الله عز وجل بهذا المخلوق الأول الذي خلقه ليسعد بقربه قال:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
انظر مضي الزمن وحده، تتابع الأيام، تتابع الليالي، تتابع الأسابيع، تتابع الشهور تتابع السنين، إنه يذهب منك جزءاً، إنه يقربك من لحظة النهاية، إنه يستهلكك، لذلك قال الله عز وجل:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
، ما دامت الأيام تمضي فأنت في خسارة، ما دامت الأسابيع تمضي فأنت في خسارة، هذا ليس كلامي أيها الإخوة هذا كلام خالق الكون، ما دامت السنين تمضي فأنت في خسارة،

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
، أي إنسان؟ أي إنسان في الكون، أي إنسان على وجه الأرض، ما دام الزمن يمضي فهو في خسر، إذاً مضي الزمن ليس في صالح الإنسان، مضي الزمن خسارة محققة له، مضي الزمن اقتراب من ساعة الصفر، مضي الزمن اقتراب من نهايته، إذاً هو زمن.
يا أيها الإخوة الأكارم، من هذا الذي استطاع أن يتلافى هذه الخسارة؟ من هذا الذي استطاع أن ينجو من هذه الخسارة المحققة؟ من هذا الذي استطاع أن لا يكون خاسراً بل أن يكون رابحاً؟ الله عز وجل استثنى، قال:

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾[ سورة العصر]
إنك إن لم تؤمن، وتعمل الصالحات، وإن لم تدعو لله عز وجل، وإن لم تصبر على الأوامر، وإن لم تصبر عن النواهي، وإن لم تصبر عن أمر الله التكويني فأنت في خسارة، ولكنك إذا أنفقت الوقت إنفاقاً استثمارياً، شتان بين أن تنفق الوقت إنفاقاً استهلاكياً أن تأكل، وأن تشرب وأن تجلس في البيت، وأن تكسب المال، وأن تنفق المال، وأن تمضي الأيام والسنون وأن يأتي الأجل هذا استهلاك للوقت، وبين أن تؤمن، وبين أن تطلب العلم، وبين أن تحضر مجالس العلم وبين أن تتفكر في الكون، وبين أن تتدبر كلام الله عز وجل، وبين أن تنظر في أفعال الله عز وجل، وبين أن تحمل نفسك على منهج الله،

معنى كلمة الله أكبر

المعنى الاول

المعرفة الحقيقة ليست لأحد من البشر ، هذا معنى الله أكبر ، فإذا قلت : الله أكبر ، أي : الله أكبر مما عرفت ، مهما عرفته ، مهما أقبلت عليه ، مهما تبحرت في العلم فلن تصل إلى المعرفة التي يستحقها الله عز وجل ،

المعنى الثانى
الله اكبر ليست كلمة ترددها بلسانك فلابد ان تكون فى قلبك ويصدقها عملك
الذي يغش المسلمين ، ويؤذيهم في صحتهم ، أو يبتز أموالهم ، أو يأخذ منهم ما لا يستحق عن طريق الغش ، الذي يغش المسلمين ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة ، لماذا ؟ لأنه رأى من دون أن يشعر أن هذا المبلغ الذي أخذه ظلماً وعدواناً على حساب صحة المسلمين أكبر عنده من الله ، إذاً : هو حينما يقولها كاذب .
الذي يطيع مخلوقاً كائناً من كان ، ويعصي خالقاً ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .
الذي يلقي الرعب في قلوب الناس بابتزاز أموالهم ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .
الذي يأخذ ما ليس له ، وهو يعلم ما قال : الله أكبر ، ولا مرة ، ولو رددها بلسانه ألف مرة .

معنى كلمة الله أكبر

الله أكبر معناها أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء في هذا الوجود، وأعظم وأجل وأعز وأعلى من كل ما يخطر بالبال أو يتصوره الخيال.

ولهذا فإن على العبد إذا وقف بين يدي الله تعالى لمناجاته وأداء عبادته وتلفظ بهذه الكلمة عليه أن يستحضر هذه المعاني.

والجملة مركبة من كلمتين: من اسم الجلالة "الله" وهذه الكلمة اسم علم على الذات العلية كما هو معروف بالبديهة وبالفطرة.

قال العلماء: "الله" علم على الذات العلية الواجبة الوجود المستحقة لجميع المحامد، أنزله على آدم في جملة الأسماء وهو أشهر أسمائه، ولهذا تأتي بعده أوصافا له، وقد قبض الله تعالى عنه الألسن فلم يسم به سواه عز وجل.

قال تعالى: [هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا] (مريم: 65). أي هل تعلم أحدا تسمى الله استفهاما بمعنى النفي، وقد ذكر في القرآن الكريم ألفين وثلاث مائة وستين مرة.

وهو أعرف المعارف وأتمها.." نقلا عن مقدمة الإتقان والأحكام بتصرف.

وكلمة "أكبر" بصيغة أفعل التفضيل معناها أجل وأعظم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. رواه أصحاب السنن.

وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما أدخلته جهنم. رواه أحمد وغيره.

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { مَا يَفْعَل اللَّه بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّه شَاكِرًا عَلِيمًا }

ينهى اللّه تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، يعني مصاحبتهم ومصادقتهم، ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم، وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم، كما قال تعالى: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} ولهذا قال ههنا: { أتريدون أن تجعلوا للّه عليكم سلطاناً مبيناً} ؟ أي حجة عليكم في عقوبته إياكم، قال ابن أبي حاتم عن ابن عباس قوله: { سلطاناً مبيناً} قال: كل سلطان في القرآن حجة، وهذا إسناد صحيح، ثم أخبر تعالى: { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} أي يوم القيامة جزاء على كفرهم الغليظ، قال ابن عباس: أي في أسفل النار، وقال غيره النار دركات كما أن الجنة درجات وقال سفيان الثوري { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} قال: في توابيت تُرْتَج عليهم. وعن أبي هريرة قال { الدرك الأسفل} : بيوت لها أبواب تطبق عليهم فتوقد عليهم من تحتهم ومن فوقهم، قال ابن جرير عن عبد اللّه بن مسعود { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} قال: في توابيت من نار تطبق عليهم أي مغلقة مقفلة، { ولن تجد لهم نصيراً} أي ينقذهم مما هم فيه ويخرجهم من أليم العذاب، ثم أخبر تعالى أن من تاب منهم في الدنيا تاب عليه وقبل ندمه إذا أخلص في توبته وأصلح عمله، واعتصم بربه في جميع أمره، فقال تعالى: { إلا الذين تابوا أصلحوا واعتصموا باللّه وأخلصوا دينهم للّه} أي بدلوا الرياء بالإخلاص، فينفعهم العمل الصالح وإن قل. قال ابن أبي حاتم عن معاذ بن جبل: أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قال: (أخلص دينك يكفك القليل من العمل) { فأولئك مع المؤمنين} أي في زمرتهم يوم القيامة { وسوف يؤت اللّه المؤمنين أجراً عظيماً} ،

ثم قال تعالى مخبراً عن غناه عما سواه وأنه إنما يعذب العباد بذنوبهم { ما يفعل اللّه بعذابكم إن شكرتم وآمنتم} ؟ أي أصلحتم العمل وآمنتم باللّه ورسوله، { وكان اللّه شاكراً عليماً} أي من شكر شكر له، ومن آمن قلبه به علمه وجازاه على ذلك أوفر الجزاء.

يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { مَا يَفْعَل اللَّه بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ } : مَا يَصْنَع اللَّه أَيّهَا الْمُنَافِقُونَ بِعَذَابِكُمْ , إِنْ أَنْتُمْ تُبْتُمْ إِلَى اللَّه وَرَجَعْتُمْ إِلَى الْحَقّ الْوَاجِب لِلَّهِ عَلَيْكُمْ , فَشَكَرْتُمُوهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ مِنْ نِعَمه فِي أَنْفُسكُمْ وَأَهَالِيكُمْ وَأَوْلَادكُمْ , بِالْإِنَابَةِ إِلَى تَوْحِيده وَالِاعْتِصَام بِهِ , وَإِخْلَاصكُمْ أَعْمَالكُمْ لِوَجْهِهِ , وَتَرْك رِيَاء النَّاس بِهَا , وَآمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَدَّقْتُمُوهُ وَأَقْرَرْتُمْ بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ مِنْ عِنْده فَعَمِلْتُمْ بِهِ . يَقُول : لَا حَاجَة بِاَللَّهِ أَنْ يَجْعَلكُمْ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار إِنْ أَنْتُمْ أَنَبْتُمْ إِلَى طَاعَته وَرَاجَعْتُمْ الْعَمَل بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَتَرْك مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ ; لِأَنَّهُ لَا يَجْتَلِب بِعَذَابِكُمْ إِلَى نَفْسه نَفْعًا وَلَا يَدْفَع عَنْهَا ضُرًّا , وَإِنَّمَا عُقُوبَته مَنْ عَاقَبَ مِنْ خَلْقه جَزَاء مِنْهُ لَهُ عَلَى جَرَاءَته عَلَيْهِ وَعَلَى خِلَافه أَمْره وَنَهْيه وَكُفْرَانه شُكْر نِعَمه عَلَيْهِ . فَإِنْ أَنْتُمْ شَكَرْتُمْ لَهُ عَلَى نِعَمه وَأَطَعْتُمُوهُ فِي أَمْره وَنَهْيه , فَلَا حَاجَة بِهِ إِلَى تَعْذِيبكُمْ , بَلْ يَشْكُر لَكُمْ مَا يَكُون مِنْكُمْ مِنْ طَاعَة لَهُ وَشُكْر , بِمُجَازَاتِكُمْ عَلَى ذَلِكَ بِمَا تَقْصُر عَنْهُ أَمَانِيّكُمْ فَلَمْ تَبْلُغهُ آمَالكُمْ . { وَكَانَ اللَّه شَاكِرًا } لَكُمْ وَلِعِبَادِهِ عَلَى طَاعَتهمْ إِيَّاهُ بِإِجْزَالِهِ لَهُمْ الثَّوَاب عَلَيْهَا , وَإِعْظَامه لَهُمْ الْعِوَض مِنْهَا . { عَلِيمًا } بِمَا تَعْمَلُونَ أَيّهَا الْمُنَافِقُونَ وَغَيْركُمْ مِنْ خَيْر وَشَرّ وَصَالِح وَطَالِح , مُحْصٍ ذَلِكَ كُلّه عَلَيْكُمْ مُحِيط بِجَمِيعِهِ , حَتَّى يُجَازِيَكُمْ جَزَاءَكُمْ يَوْم الْقِيَامَة , الْمُحْسِن بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيء بِإِسَاءَتِهِ . وَقَدْ :  حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { مَا يَفْعَل اللَّه بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّه شَاكِرًا عَلِيمًا } قَالَ : إِنَّ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يُعَذِّب شَاكِرًا وَلَا مُؤْمِنً

ا
{ ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم } نعمه { وآمنتم } به والاستفهام بمعنى النفي أي لا يعذبكم { وكان الله شاكرا } لأعمال المؤمنين بالإثابة { عليما } بخلقه .

الأربعاء، 1 أبريل 2015

الحمدلله

الحمدلة أي قول الحمد الله رب العالمين هي عبارة عربية يتم استخدامه عادة من قبل الناطقين باللغة العربية من جميع الأديان، بما في ذلك المسيحية واليهودية، وبشكل متكرر من قبل المسلمين نظرا لمحورية هذه العبارة محددة داخل نصوص القرآن وأقوال النبي محمد صلى الله عليه و سلم. وهي عبارة تقال عند الشعور العميق بالحب والعشق والرحمة من الله. وتأتي بمعنى الشعور بالامتنان لله.


معنى الحمد هو "الثناء الجميل باللسان"، ومعنى كون الحمد لله هو أن أي شيء يصح الحمد عليه فالله هو مصدره وإليه مرجعه.

    في القرآن: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾.
    روى أبو مالك الأشعري عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض».
    روى أنس بن مالك عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها».
    روى أنس بن مالك عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: «كل أمر ذي بال لا يبدأ بالحمد لله فهو أقطع».