بلال بن رباح لا تقولي واحزناه، وقولي وا فرحاه
غدا نلقى الأحبة، محمدا وصحبه.
ذات يوم، كان أمية بن خلف يضرب بلالاً بالسوط، فمرَّ عليه أبو بكر، فقال له: " يا أمية ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ إلى متى ستظل تعذبه هكذا؟ " فقال أمية: " أنت أفسدته فأنقذه مما ترى "، وواصل أمية ضربه لبلال، وقد يئس منه، فطلب أبو بكر شراءه، وأعطى أمية ثلاث أواق من الذهب نظير أن يترك بلالا، فقال أمية لأبي بكر الصديق: " فواللات والعزى، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها "، فقال أبو بكر: " والله لو أبيت أنت إلا مائة أوقية لدفعتها ".
و بعد هجرة رسول الله والمسلمين إلى المدينة، آخى الرسول بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع رسول الله للصلاة آذانها، واختار بلالا ليكون أول مؤذن في الإسلام.
وعاش بلال مع رسول الله يشهد معه المشاهد كلها، وكان يزداد قربا من قلب رسول الله الذي وصفه بأنه رجل من أهل الجنة وجاء فتح مكة، ودخل رسول الله الكعبة ومعه بلال، فأمره أن يؤذن.
فضله:
قال رسول الله: " إني دخلتُ الجنة، فسمعت خشفةً بين يديّ، فقلتُ: يا جبريل ما هذه الخشفة؟ قال: بلال يمشي أمامك ". وقد سأل النبي بلالاً بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال: " لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ ".
كما قال رسول الله: " اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال "[بحاجة لمصدر].
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ ".[2]
وقد دخل بلال على رسول الله وهو يتغدّى فقال له النبي: " الغداءَ يا بلال " فقال: " إني صائم يا رسول الله "، فقال: " نأكلُ رِزْقَنَا، وفضل رزقِ بلال في الجنة، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ، وتستغفر له الملائكة ما أكِلَ عنده ".
وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال: " كيف تفضِّلوني عليه، وإنما أنا حسنة من حسناته! ".
ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: " أنا بلال وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، إن تزوجونا فالحمد لله، وإن تمنعونا فالله أكبر ".
القدر تقدير الله تعالى للاشياء في القدم ، وعلمه سبحانه انها ستقع في اوقات معلومة ، وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته لذلك ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها.
والقرآن الكريم ذكر ذلك في كثير من الايات كقوله -على سبيل المثال- في سورة القمر : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر:49. وهذه اية ومثال ، وعدد الايات التي تكلمت عن القضاء والقدر عشرة.
والسنة النبوية المطهرة كانت لها اربع ادلة صرحت بالقضاء والقدر ، منها حديث جبريل المشهور وفيه (وان تؤمن بالقدر خيره وشره)، وعلى ذلك اجمعت الامة على وجوب الايمان به.
يقول الشيخ محمد الغزالي: (إحساس المؤمن بأن زمام العالم لن يفلت من يد الله يقذف بمقادير كبيرة من الطمأنينة في فؤاده، إذْ مهما اضطربت الأحداث وتقلبت الأحوال فلن تبُتّ فيها إلا المشيئة العليا ، والحق أنه لا معنى لتوتر الأعصاب واشتداد القلق بإزاء أمور تخرج عن نطاق إرادتنا، ومن ثم ينبغي أن نستقبل الدنيا بيقين وشجاعة )
ويعجبني قول عليّ:
أيُّ يوميّ من المـوت أفــرّ؟ --- يـوم لا يُقْـدَر؟ أو يوم قُدِر؟
يـوم لا يُقـدَرُ لا أحــذره --- ومن المقدور لا ينجو الحَذِر!!
وذاك ما عنته الآيات الكريمة: ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ، قُلْ: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) التوبة 51-52.
.
وعلى النفس المعرفة بان الرضا هو نتاج الايمان بقدر الله، فمن رضي عن الله رضي الله عنه ، بل ان رضا العبد عن الله من ثمار رضا الله عنه ، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده ، رضا قبله اوجب له ان يرضى عنه ، ورضا بعده وهو ثمرة رضاه عنه.
وابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين قال : (من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وامنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته والانابة اليه ، والتوكل عليه، ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه).
.
ولكى تجنى ثمار الصبر لابد ان تتحقق شوطه:
فأول هذه الشروط : الاخلاص لله تعالى في الصبر وهذا قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد:22. لله وحده ، لا تحرجاً من أن يقول الناس : جزعوا ، ولا تجملاً ليقول الناس : صبروا ، ولا رجاء في نفع من وراء الصبر ، ولا دفعاً لضر يأتي به الجزع ، ولا لهدف واحد غير ابتغاء وجه الله ، والصبر على نعمته وبلواه ، صبر التسليم لقضائه والاستسلام لمشيئته والرضى والاقتناع.
وثاني شروطه: عدم الشكوى من الله لعباده ، وبهذا اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قال الله تعالى : (إذا ابتليت عبدي المؤمن ولم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل) رواه الحاكم وهو صحيح على شرط الشيخين.
وكيف لا تمتثل الروح البشرية الصبر والمصطفى امام الصابرين؟ يوم أن عودي واوذي وشتم وضرب ما كان متدرعا إلا بدرع الصبر لأنه إمام الصابرين ، صبر على بريق المناصب والأموال وشهوة الرئاسة والملذات ، ومحنة الطائف خير شاهد على ذلك.
ثم كان موته عليه الصلاة والسلام خير دروس الصبر لصحابته رضي الله عنهم، فما اعظم من مصيبة النفس بموت النبي صلى الله عليه وسلم وهي تعيش معه ، لاتصدق بان الفراق مع الحبيب وهو خير من خلق الله واقع ابدا ، لكنه وقع بالفعل لتَهون المصائب بعده كلها، حتى قال شاعر الصبر:
اصبر لكل مصيبة وتجلـد --- واعلم بان المرء غير مخلد
وإذا ذكرت محمدا ومصابه --- فاذكر مصابك بالنبي محمد
قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة: 155-157.
(المصيبة) هنا في هذه الاية الكريمة هي كل ما يؤلم القلب او البدن او كليهما، ومن ذلك موت الاحباب والاولاد والاقارب والاصحاب، ومن انواع الامراض في بدن العبد او بدن من يحب يدخل ضمن المصيبة ايضا.
فجزاء الصبر على ذلك هو (الرحمة) اي: عليهم صلوات الله ثم رحمة عظيمة، ومن رحمته اياهم أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الاجر .
(واولئك هم المهتدون) الذين عرفوا الحق، وهو علمهم بانهم لله وانهم اليه راجعون وعملوا به ،وهو هنا صبرهم لله.
وكذلك فان الله عز وجل يقول: َ(وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) ال عمران:46.
ففي الاية الاطلاق بمحبة الله عز وجل للصابرين ، الذين يصبرون على لأواء الحياة ومتاعبها، وكيف لا يُرجى حب الله وهو الذي اعطى وانعم؟ وكيف لا يُبتغى حب الله وهو الذي اغنى واكرم؟ وكيف لا وهو مالك الملك؟ حتى قال سبحانه في سورة الزمر : (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر:10، ثم هذا جزاؤه، يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وهذا لا يكون الا لمن صبر ابتغاء وجه الله سبحانه
وهذا ما تؤكده ام سلمة رضي الله عنها ام المؤمنين فقالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِى فِى مُصِيبَتِى وَأَخْلِفْ لِى خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِى مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا » قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّىَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِى خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-رواه البخاري.
العمل فيها ، من الصلاة والتلاوة ، والذكر ، خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر . أخرج البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه
وسميت بليلة القدر : لعظم قدرها وشرفها . استحباب طلبها ويستحب طلبها في الوتر ، من العشر الأواخر من رمضان ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشرة الأواخر.
فإن ضعف أو عجز المسلم عن طلبها في ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين فليطلبها في أوتار السبع البواقي
أخرج الشيخان ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) أخرجه البخاري ومسلم . قال ابن حجر في الفتح – بعد أن أورد الأقوال الواردة في ليلة القدر- : وأرجحها كلها ، أنها في وتر من العشر الأخيرة ، وأنها تنتقل كما يفهم من أحادث هذا الباب .. وأرجاها أوتار العشر ، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ، ليلة أحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، على ما في حديث أبي سعيد وعبد الله بن أنس .. وأرجاها عند الجمهور ، ليلة سبع وعشرين
وقال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ، ليحصل الاجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لأقتصر عليها . قيامها والدعاء فيها روى أحمد ، وأبن ماجه والترمذي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال قولي : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
ويستحب الإكثار من الدعاء
في بداية ديسمبر/كانون الأول 1987، بدأت الانتفاضة في المنطقة، خلال مظاهرات من قبل الفلسطينيين التي تطلب بحق تقرير المصير وأنهاء الأحتلال.
في سبتمبر/أيلول 1993، بعد مفاوضات سرية، رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقّعا اتفاقية أعلان مبادئ التي تقر انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ومناطق أخرى، وتحويل إدارة الحكومة المحلية للفلسطينيين.
في أيار/مايو 1994 القوات الإسرائيلية إنسحبت من القطاع بشكل جزئي تاركة عدة مستوطنات لها تحت امرة جيش الدفاع الإسرائيلي في عمق القطاع، وأصبحت المنطقة جزئيا تحت السلطة الفلسطينية إلى ان انسحبت إسرائيل بالكامل من اراضي قطاع غزة في 15 أغسطس/آب 2005 بأوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها أريئيل شارون.
في 27 كانون أول/ديسمبر 2008 بدأت إسرائيل حرب عدوانية شرسة على قطاع غزة بدأت بالقصف الجوي العنيف لجميع مقرات الشرطة الفلسطينية ثم تتالى القصف لمدة أسبوع للمنازل والمساجد وحتى المستتشفيات وبعد أسبوع بدأت بالزحف البري إلى الأماكن المفتوحة في حملة عسكرية عدوانية غاشمة كان هدفها حسب ما أعلن قادة الاحتلال الصهيوني هو إنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية حماس، والقضاء على المقاومة الفلسطينية لا سيما إطلاق الصواريخ محلية الصنع مثل صاروخ القسام أو صواريخ روسية أو صينية مثل صاروخ غراد التي وصل مداها خلال الحرب إلى 50 كم، واستخدمت القوات الصهيونية الأسلحة والقذائف المحرمة دوليا مثل القنابل الفسفورية المسرطنة والقنابل آجلة التفجير وغيرها.
قطاع غزّة هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، وهي على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء يشكل تقريبا1،33% من مساحة فلسطين التاريخية (من النهر إلى البحر). يمتد القطاع على مساحة 360 كم مربع، حيث يكون طولها 41 كم، أما عرضها فيتراوح بين 5 و15 كم. تحد قطاع غزة إسرائيل شمالا وشرقا، بينما تحدها مصر من الجنوب الغربي.
يسمى بقطاع غزة نسبة لأكبر مدنه وهي غزة. كان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين حتى إلغائه في مايو 1948. وفي خطة تقسيم فلسطين كان القطاع من ضمن الأراضي الموعودة للدولة العربية الفلسطينية، غير أن هذه الخطة لم تطبق أبدا، وفقدت سريانها إثر تداعيات حرب 1948. بين 1948 و1956 خضع القطاع لحكم عسكري مصري، ثم احتلها الجيش الإسرائيلي لمدة 5 أشهر في هجوم على مصر كان جزء من العمليات العسكرية المتعلقة بأزمة السويس. في مارس 1957 انسحب الجيش الإسرائيلي فجددت مصر الحكم العسكري على القطاع. في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي القطاع ثانية مع شبه جزيرة سيناء. في 1982 أكملت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ولكن القطاع بقي تحت حكم عسكري إسرائيلي إذ فضلت مصر عدم تجديد سلطتها عليه.
سكان قطاع غزة جاوز الرقم مليون وثمانمائة ألف نسمة، وأن عدد المواليد في قطاع غزة خلال الأعوام الأربعة الماضية وصل إلى 220 ألف مولداً.
سعيد بن جبير الأسدي (46-95 هـ) تابعي حبشي الأصل، كان تقيا وعالما بالدين درس العلم عن عبد الله بن عباس حبر الأمة وعن عبد الله بن عمر وعن السيدة عائشة أم المؤمنين في المدينة المنورة، سكن الكوفة ونشر العلم فيها وكان من علماء التابعين، فأصبح إماما ومعلما لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية.
وهب سعيد حياته للإسلام، ولم يَخْشْ إلا الله، ولد في الكوفة، يفيد الناس بعلمه النافع، ويفقه الناس في أمور دينهم ودنياهم، فقد كان إمامًا عظيمًا من أئمة الفقه في عصر الدولة الأموية، حتى شهد له عبد الله بن عباس -ما- بالسبق في الفقه والعلم، فكان إذا أتاه أهل مكة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء (يقصد سعيد بن جبير).
كان سعيد بن جبير يملك لسانًا صادقًا وقلبًا حافظًا، لا يهاب الطغاة، ولا يسكت عن قول الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، فألقى الحجاج بن يوسف القبض عليه بعد أن لفق له تهمًا كاذبة، وعقد العزم على التخلص منه، لم يستطع الحجاج أن يسكت لســانه عن قول الحق بالتـهديد أو التخويف، فقد كان سعيد بن جبير مؤمنًا قوي الإيمان، يعلم أن الموت والحياة والرزق كلها بيد الله، ولا يقدر عليه أحد سواه.
اتبع الحجاج مع سعيد بن جبير طريقًا آخر، لعله يزحزحه عن الحق، أغراه بالمال والدنيا، وضع أموالا كثيرة بين يديه، فما كان من هذا الإمام الجليل إلا أن أعطى الحجاج درسًا قاسيًا، فقال: إن كنت يا حجاج قد جمعت هذا المال لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت. لقد أفهمه سعيد أن المال هو أعظم وسيلة لإصلاح الأعمال وصلاح الآخرة، إن جمعه صاحبه بطريق الحلال لاتـِّقاء فزع يوم القيامة..{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء:88-89]. ومرة أخرى تفشل محاولات الحجاج لإغراء سعيد، فهو ليس من عباد الدنيا ولا ممن يبيعون دينهم بدنياهم، وبدأ الحجاج يهدد سعيدًا بالقضاء عليه، ودار هذا المشهد بينهما: الحجاج: ويلك يا سعيد! سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار. الحجاج: أي قتلة تريد أن أقتلك؟ سعيد: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك قتلة في الآخرة. الحجاج: أتريد أن أعفو عنك؟ سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عُذر. الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرجوا ليقتلوه، بكي ابنه لما رآه في هذا الموقف، فنظر إليه سعيد وقال له: ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ وبكي أيضًا صديق له، فقال له سعيد: ما يبكيك؟ الرجل: لما أصابك. سعيد: فلا تبك، كان في علم الله أن يكون هذا، ثم تلا: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد:22] ثم ضحك سعيد، فتعجب الناس وأخبروا الحجاج، فأمر بردِّه، فسأله الحجاج: ما أضحكك؟ سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك. الحجاج: اقتلوه. سعيد: {وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين} [الأنعام: 79]. الحجاج: وجهوه لغير القبلة. سعيد: {فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115]. الحجاج: كبوه على وجهه. سعيد: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه: 55]. الحجاج: اذبحوه. سعيد: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني يا حجاج حتى تلقاني بها يوم القيامة، ثم دعا سعيد ربه فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.
مات سعيد شهيدًا في 11 رمضان 95 هـ الموافق 714م، وله من العمر تسع وخمسون سنة، مات ولسانه رطب بذكر الله
مـن ذاكـرة التـاريخ :
ـ سنة 324 م أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي.
ـ سنة 614 م أحتل كسرى ابرويز فلسطين.
ـ في ليلة 27 من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
ـ في شعبان سنة 2 هـ صلّى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول صلاته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ.
ـ سنة 7 هـ / 628 م استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يطرد الفرس من القدس.
ـ سنة 8 هـ / 629 م وقعت معركة مؤتة.
ـ سنة 9 هـ / 630 م وقعت معركة تبوك.
ـ سنة 13 هـ / 634 م وقعت معركة أجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم.
ـ سنة 15 هـ / 636 م وقعت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها.
ـ سنة 17 هـ / 638 م دخل عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها.
ـ سنة 40 هـ / 661 م أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة في القدس، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته.
ـ سنة 65 هـ / 684 م وقعت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير.
ـ سنة 72 هـ / 691 م أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس، وبنى في الرملة قصراً له.
ـ في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي.
ـ سنة 264 هـ ضم أحمد بن طولون فلسطين إلى دولته في مصر.
ـ سنة 385 هـ / 968 م سيطر الفاطميون على فلسطين.
ـ سنة 417 هـ وقعت معركة عسقلان وانتصار حلف الأمراء العرب على الفاطميين.
ـ سنة 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي على القدس.
ـ سنة 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى ورفعوا الصليب على الصخرة المقدسة.
ـ سنة 583 هـ / 1187 م استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي في أعقاب معركة حطين.
ـ سنة 586 هـ / 1190 م وقعت حملة ريشارد قلب الأسد ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة) واستيلائه على فلسطين في معركة "أرسوف".
ـ سنة 637 هـ / 1239 م استولى الأيوبيون على القدس.
ـ سنة 651 هـ / 1253 م استولى المماليك على فلسطين.
ـ سنة 659 هـ / 1260 م وقعت معركة "عين جالوت" واندحار المغول.
ـ سنة 690 هـ / 1291 م أنهى السلطان "الأشرف بن قلاوون" مملكة بيت المقدس الصليبية.
ـ سنة 922 هـ / استولى السلطان "سليم العثماني" على القدس.
ـ سنة 1831 م سقطت القدس بأيدي "إبراهيم باشا العثماني".
ـ سنة 1854 م أقيم أول حي يهودي يدعى "حي مونتفيوري" في القدس نسبة إلى رجل يهودي استطاع شراء أرض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني.
ـ سنة 1920 م وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل إنشاء دولة اليهود فيها.
ـ سنة 1948 م اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها.
ـ سنة 1967 م استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد نكسة حزيران، وعادوا يطلقون عليها اسم "أورشليم".
ـ سنة 1980 م تم إعلان ضم القدس سياسياً إلى دولة الاحتلال تحت شعار توحيد القدس.