Copy

السبت، 15 نوفمبر 2014

عكاشة بن محصن

هو عكاشة بن محصن بن حُرْثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، ويكنى أبا محصن. عُرف بين الناس باالشدة و الباس و بوفرة العقل وصدق الإحساس وصفاء السريرة، وكان معروفا بحسن الهيئة والجرأة والإقدام وكان من أجمل الرجال، وتوفي رسول الله وعكاشة ابن أربع وأربعين سنة.

شهد بدروأحدا والخندق وأبلى بلاء حسنا، واستعمله النبي على سرية (الغمر) في أربعين رجلا، فذهبوا فعلم القوم بمجيئه فهربوا، فرجع إلى المدينة وقد ساق مائتي بعير كانت لهم.

يوم بدر قاتل بسيفه حتى انقطع في يده فأتى رسول الله فأعطاه جدلا من حطب وقال:" قاتل بهذا يا عكاشة " فلما أخذه من رسول الله هزه فعاد سيفا في يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين. وكان ذلك السيف يسمى (العون) ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله حتى قتل في الردة وهو عنده
عدل

بشره الرسول محمد بالجنة وهو على قيد الحياة، فقد سمع الرسول يبشره بدخوله الجنة بغير حساب ولا عذاب، حدثنا ابن عباس أن رسول الله قال:  سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب" هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة بن محصن فقال: (أنا منهم يا رسول الله؟) قال: " أنت منهم " وقام رجل آخر من المهاجرين فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: "سبقك بها عكاشة"

الشهادة

منذ أن سمع عكاشه هذا من رسول الله تاقت نفسه لطلب الشهادة، والمسارعة لنيل هذه الدرجة العظيمة، فخرج يقاتل المرتدين، ويقضي على فتنة المتنبئين، وراح ليكون في طليعة الصحابة الذين خرجوا لقتال المتنبئ طليحة بن خويلد( الذي أسلم بعد ذلك )، مع خالد بن الوليد ، وبعثه خالد مع ثابت بن أقرم البلوي طليعة أمامه يأتيانه بالخبر وكانا فارسين عكاشة على فرس له يقال له الرزام وثابت على فرس له يقال له المحبر، فلقيا طليحة وأخاه سلمة بن خويلد طليعة لمن وراءهما من الناس، فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة بثابت ، فلم يلبث أن قُتل ثابت بن أقرم فصرخ طليحة لسلمة: أعني على الرجل فإنه قاتلي..

فكر سلمة على عكاشة فقتلاه جميعا ثم كرا راجعين إلى من وراءهما من الناس، وأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم البلوي قتيلا تطؤه المطي، فعظم ذلك على المسلمين ثم لم يسيروا إلا يسيرا حتى وطئوا عكاشة قتيلا، فأمر خالد بن الوليد بدفنهما فحفروا لهما ودفناهما بدمائهما وثيابهما، ولقد وجدوا بعكاشة جراحات منكرة. وهكذا فارق عكاشة الدنيا ليلحق بركب الآخرة بلا حساب ولا عذاب. فرضي الله عن عكاشة وعن سائر الصحابة أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق