Copy

الأحد، 9 نوفمبر 2014

عامر بن فهيرة

من ابطال الهجره

عامر بن فهيرة رضي الله عنه
إنه الرجل الذي ضحى وبذل فكان الجزاء من جنس العمل، فرفع إلى السماء شهيداً وتولت الملائكة دفنه.
إنه مولى أبي بكر الصديق رضى الله عنه من المهاجرين الأولين، اشتراه أبوبكر وأعتقه قبل أن يدخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، فكان رقمه يلمع في قائمة الأوائل من سجل المؤمنين السابقين.
كان عامر مولداً من الأزد، وكان مملوكاً للطفيل بن عبدالله بن سخبرة، وكان الطفيل أخا عائشة لأمها أم رومان،
فلما اسلم اشتراه ابوبكر وأعتقه.
كان هذا الصحابي على هامش التاريخ، لا يأبه له أحد ممن حوله، فلا تتعدى مكانته مكانة الأرقاء والعبيد، ولما
أضاء الإيمان نفسه، وملأ حنايا قلبه،أضحى من مصاف السادة الأعلام، وممن حظوا بالشهادة، وأسكنوا عليين،
وما أدراك ما عليين؟! إنه مقام كريم، في جنات ونهر، عند مليك مقتدر.
ولقد كان عامر من الذين ضربوا المثل في الصبر والمصابرة، فلقد كان من المستضعفين في الأرض،
ومن الذين صب عليهم كفار قريش ألواناً من التنكيل والعذاب.
وكان عامر يغدو إلى مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً، يتعلم من هدي النبي وينهل من علمه وأدبه وخلقه.
لقد وقف عامر رضي الله عنه موقفاً لا ينسى أبداً، وسطر على جبين الدهر سطوراً من نور وضياء.
انه موقفه يوم هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فقد كان بمثابة وزارة التموين للنبي وصاحبه،
حيث كان يأتي إليهما بالغنم ليشربا اللبن، بل كان يمحو آثار أقدام عبدالله بن أبي بكر حتى لا يهتدي المشركون
إلى مكان النبي وصاحبه، وكان عبدالله يأتيهما بأخبار القوم في مكة،
وكان عامر بن فهيرة رضي الله عنه يتبع بغنمه أثر عبدالله بن أبي بكر بعد ذهابه إلى مكة ليعفى عليه.
وهكذا حظي عامر رضي الله عنه بخدمة هذين المهاجرين العظيمين، فنال شرف المشاركة في اعظم رحلة
عرفتها الانسانية واتخذتها تاريخاً لها، ثم شهد غزوة بدر ثم غزوة احد وأبلى فيهما بلاءً حسناً.

بين السماء والأرض

وأما ما حصل ببئر معونة لما قتل الكفار المسلمين وقصة شهادة عامر فالقصة باختصار ان عامر بن مالك الذي يُدعى
مُلاعب الأسنة قدم على رسول الله وهو مشرك، فعرض عليه رسول الله الإسلام، وقال رسول الله: “إني لا أقبل هدية
مشرك” فقال عامر: ابعث يا رسول الله من رسلك من شئت فأنا جار له، فبعث رسول الله رهطاً فيهم المنذر بن عمرو
الساعدي فسمع بهم عامر بن الطفيل، فاستنفر لهم من بني سليم فنفروا معه، فقتلهم ببئر معونة غير عمرو ابن أمية الضمري،
وكان فيهم عامر بن فهيرة، قيل: إنه قُتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوه وكانوا يرون الملائكة حين دفنته.

وفي الصحيح: لما قُتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ وأشار إلى قتيل،
فقال له عمرو: هذا عامر بن فهيرة فقال: لقد رأيته بعد ما قُتل رُفع إلى السماء حتى إنى لأنظر إليه بين السماء والأرض،
ثم وضع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فنعاهم، فقال: إن أصحابكم قد اصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا:
ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم.

فرضي الله عن عامر وعن سائر الصحابة أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق