Copy

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

الحج

قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }[آل عمران:97]
والاستطاعة وردت مطلقة, وفسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم, بالزاد والراحلة, لا على معنى أن الاستطاعة مقصورة عليها, فإن المريض, والخائف, والشيخ الذي لا يثبت على الراحلة, والزمن, وكل من تعذر عليه والوصول, فهو غير مستطيع للسبيل إلى الحج, وإن كان واجداً للزاد والراحلة.(1) وللعلماء في تفسير السبيل أقوال اختلفت ألفاظها، واتحدت أغراضها، فلا ينبغي بقاء الخلاف بينهم لأجلها مثبتا في كتب التفسير وغيرها، فسبيل القريب من البيت الحرام سهل جدا، وسبيل البعيد الراحلة والزاد، ولذلك قال مالك: السبيل القدرة، والناس على قدر طاقتهم وسيرهم وجلدهم. واختلف فيمن لا زاد له ويستطيع الاحتراف في طريقه: فقال مالك: إذا كان ذلك لا يزري فليسافر ويكتسب في طريقه، وقال بمثله ابن الزبير، والشعبي، وعكرمة.(2)
• وقال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[الحج:27]
قال ابن كثير: قد يستدل بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أن الحج ماشياً لمن قدر عليه أفضل من الحج راكباً، لأنه قدمهم في الذكر، فدل على الاهتمام بهم وقوة هممهم .. وعن ابن عباس، قال: ما آسى على شيء إلا أني وددت أني كنت حججت ماشياً، لأن الله يقول: {يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كلِّ ضَامِرٍ}. والذي عليه الأكثرون: أن الحج راكباً أفضل، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه حج راكباً مع كمال قوته صلى الله عليه وسلم.(3)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق