Copy

الأحد، 3 مايو 2015

الامانة ٢

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة النساء :  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدّوا الْأَماناتِ إلى أَهْلِها

أمانة الرسول الأعظم  : 
وقد روي في سبب نـزول هذه الآية أن الرسول   حينما فتح مكة دعا عثمان بن طلحة ، وكان بيده مفاتيح الكعبة ، فلما جاء عثمان قال له النبي   :   أرني المفتاح يعني مفتاح الكعبة  .
فلما مد عثمان يده بالمفتاح ، قال العباس بن عبد المطلب : يا رسول الله ، بأبي أنت  و أمي اجمعه لي مع السقاية ، فقبض عثمان يده بالمفتاح خوفاً أن ينـتزع منه .
فقال النبي   :  هات المفتاح يا عثمان  ، فأعطاه قائلاً : هاك أمانة الله .
فقام النبي    وفتح الكعبة وطهرها ، وطاف بالبيت ثم عاد فرد المفتاح إلى عثمان ، وتلا قول ربه تبارك وتعالى :  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدّوا الْأَماناتِ إلى أَهْلِها (4) ... (5) .
ويقول الله تعالى في سورة البقرة :فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ(6) ، أي : إن وثق بعضكم ببعض فليحفظ الموثوق به أمانته ، والمؤتمن عليه ها هنا عام يشمل الوديعة وغيرها ، فعلى المؤتمن أن يؤدي الأمانة إلى من ائتمنه ، وليتق الله ربه ولا يتخون من الأمانة شيئاً ؛ لأنه لا حجة على ذلك الشيء ولا شهيد ، فإن الله رب العالمين هو خير الشاهدين ، فهو أولى بأن يتقى ويطاع ...
ولقد كان سيدنا محمد   مثلاً أعلى في فضيلة الأمانة حتى لقبه الناس منذ فتوته بلقب الصادق الأمين ومن الأدلة على ذلك أنهم جعلوه حكماً بينهم عند النـزاع على وضع الحجر الأسود ، وقالوا عندما رأوه هذا هو الأمين لقد رضيناه حكماً بيننا …
ومن هنا كان رسول الله   يستعيذ من الخيانة وهي ضد الأمانة ويتحدث عنها كأنها سبع كاسر أو شر مستطير ، فيقول لربه :  أعوذ بك من الخيانة ، فإنها بئس البطانة (7).

أمانة جبريل عليه السلام :
مما يدل على جلالة ومكانة الأمانة أن القرآن الكريم وصف سفير الرحمن جبريل عليه السلام بأنه أمين ، فقال في سورة الشعراء :   نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الْأَمينُ (8) ، أي : المؤتمن عن وحي
الله ، لا يزيد فيه ولا ينقص منه . وكذلك قال عن جبريل في سورة التكوير : إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسولٍ كَريمٍ . ذي قُوَّةٍ عِنْدَ ذي الْعَرْشِ مَكينٍ . مُطاعٍ ثَمَّ أَمينٍ (9) .

أمانة نوح عليه السلام :
وأشار القرآن الكريم أكثر من مرة أن رسل الله ( عليهم الصلاة والسلام ) يتصفون بصفة الأمانة ، ففي سورة الشعراء نرى أن نوحاً قد قال لقومه :  إِنّي لَكُمْ رَسولٌ
أَمينٌ (10) ، أي : إني رسول من الله إليكم ، أمين فيما بعثني به ، أبلغكم رسالات ربي و لا أزيد فيها ولا أنقص منها ، ونوح هو أول رسول أرسله الله تعالى إلى أهل الأرض بعدما عبد الناس الأصنام .

أمانة هود وصالح ولوط وشعيب ( عليهم السلام ) :
وكذلك قال كل من هود وصالح ولوط وشعيب ( عليهم السلام ) :  إِنّي لَكُمْ رَسولٌ أَمينٌ (11)  .

أمانة موسى عليه السلام :
  كما نرى في سورة الشعراء وأشار القرآن إلى أمانة موسى منذ شبابه فجاء في سورة القصص على لسان إبنة شعيب :   قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمينُ (12) وقولها القوي ؛ لأنه كان فيما يروى يحمل الصخرة لا يطيق حملها جمع من الرجال ، وقولها الأمين ؛ لأنه كان ذا أمانة .

أمانة يوسف عليه السلام :
وأشار القرآن إلى أمانة يوسف حيث جاء فيه على لسان العزيز ليوسف :  إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكينٌ أَمينٌ  (13)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق