Copy

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

يقول الله عز وجل: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) [ق:17-18].

يذكرنا المولى سبحانه وتعالى بهذه الآية بمراقبة اللسان فكل ما يلفظ به يكون محسوب عليك من خير ومن شر
فكل كلمة تخرج من لسانك تكون في سجل أعمالك إلى يوم الدين فمراقبة اللسان واجبة حتى لا يقع في محرمات و
ذنوب عدة ترمي بصاحبها في نار جهنم والعياذ بالله
(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه))
الراوي: بلال بن الحارث المزني المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة .
وهنا تذكير للمؤمنين برقابة الله عز وجل التي لا تتركه لحظة من اللحظات، ولا تغفل عنه في حال من الأحوال، حتى فيما يصدر عنه من أقوال، وما يخرج من فمه من كلمات؛ كل قول محسوب له أو عليه، وكل كلمة مرصودة في سجل أعماله.
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ أعضاءَه تُكَفِّرُ اللسانَ؛ تقول: اتقِ اللهَ فينا؛ فإنكَ إنِ استقمتَ استقمنا، وإنِ اعوججتَ اعوججنا
فاللسان سلاح ذو حدين منه يرتقي المؤمن إلى عليين وبه يرمى في أسفل السافلين نسأل الله العفو والعافية
فلنتقي الله في لساننا وفي أفعالنا فمن لا يمسك عليه لسانه فإنه يأتي يوم القيامة مفلساً
(( حَدَّثَنَا الْعَلاءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ ؟ " قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، قَالَ : " فَإِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَزَكَاةٍ وَصِيَامٍ ، قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ "))صحيح مسلم
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
فهذا أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول " هذا أوردني الموارد " ..
وقال ابن بريده : رأيت ابن عباس أخذا بلسانه وهو يقول : ويحك قل خيرا تغنم أو اسكت عن سوء تسلم وألا فاعلم انك ستندم قال : فقيل له : يا ابن عباس لم تقول هذا ؟ قال : إنه بلغني أن الإنسان ـ أراه قال ـ ليس علي شيء من جسده اشد حنقا أو غيظا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرا أو أملى به خيرا ...
وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو : ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق