Copy

السبت، 19 يوليو 2014

الصبر

قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة: 155-157.

(المصيبة) هنا في هذه الاية الكريمة هي كل ما يؤلم القلب او البدن او كليهما، ومن ذلك موت الاحباب والاولاد والاقارب والاصحاب، ومن انواع الامراض في بدن العبد او بدن من يحب يدخل ضمن المصيبة ايضا.
فجزاء الصبر على ذلك هو (الرحمة) اي: عليهم صلوات الله ثم رحمة عظيمة، ومن رحمته اياهم أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الاجر .
    (واولئك هم المهتدون) الذين عرفوا الحق، وهو علمهم بانهم لله وانهم اليه راجعون وعملوا به ،وهو هنا صبرهم لله.
وكذلك فان الله عز وجل يقول: َ(وكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) ال عمران:46.
ففي الاية الاطلاق بمحبة الله عز وجل للصابرين ، الذين يصبرون على لأواء الحياة ومتاعبها، وكيف لا يُرجى حب الله وهو الذي اعطى وانعم؟ وكيف لا يُبتغى حب الله وهو الذي اغنى واكرم؟ وكيف لا وهو مالك الملك؟ حتى قال سبحانه في سورة الزمر : (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر:10، ثم هذا جزاؤه، يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وهذا لا يكون الا لمن صبر ابتغاء وجه الله سبحانه

وهذا ما تؤكده ام سلمة رضي الله عنها ام المؤمنين فقالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِى فِى مُصِيبَتِى وَأَخْلِفْ لِى خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِى مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا » قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّىَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِى خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-رواه البخاري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق