القدر تقدير الله تعالى للاشياء في القدم ، وعلمه سبحانه انها ستقع في اوقات معلومة ، وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته لذلك ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها.
والقرآن الكريم ذكر ذلك في كثير من الايات كقوله -على سبيل المثال- في سورة القمر : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر:49. وهذه اية ومثال ، وعدد الايات التي تكلمت عن القضاء والقدر عشرة.
والسنة النبوية المطهرة كانت لها اربع ادلة صرحت بالقضاء والقدر ، منها حديث جبريل المشهور وفيه (وان تؤمن بالقدر خيره وشره)، وعلى ذلك اجمعت الامة على وجوب الايمان به.
يقول الشيخ محمد الغزالي: (إحساس المؤمن بأن زمام العالم لن يفلت من يد الله يقذف بمقادير كبيرة من الطمأنينة في فؤاده، إذْ مهما اضطربت الأحداث وتقلبت الأحوال فلن تبُتّ فيها إلا المشيئة العليا ، والحق أنه لا معنى لتوتر الأعصاب واشتداد القلق بإزاء أمور تخرج عن نطاق إرادتنا، ومن ثم ينبغي أن نستقبل الدنيا بيقين وشجاعة )
ويعجبني قول عليّ:
أيُّ يوميّ من المـوت أفــرّ؟ --- يـوم لا يُقْـدَر؟ أو يوم قُدِر؟
يـوم لا يُقـدَرُ لا أحــذره --- ومن المقدور لا ينجو الحَذِر!!
وذاك ما عنته الآيات الكريمة: ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ، قُلْ: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) التوبة 51-52.
.
وعلى النفس المعرفة بان الرضا هو نتاج الايمان بقدر الله، فمن رضي عن الله رضي الله عنه ، بل ان رضا العبد عن الله من ثمار رضا الله عنه ، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده ، رضا قبله اوجب له ان يرضى عنه ، ورضا بعده وهو ثمرة رضاه عنه.
وابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين قال : (من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وامنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته والانابة اليه ، والتوكل عليه، ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق